علماء يختبرون الذكاء الاصطناعي من خلال تدريبه على لعبة سودوكو

علماء يختبرون الذكاء الاصطناعي من خلال تدريبه على لعبة سودوكو

تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم نماذج اللغة الكبيرة، مثل ChatGPT من OpenAI أو Gemini من جوجل، إنجاز الكثير من المهام مثل تقديم نصائح في العلاقات أو صياغة نصوص تساعد على التهرب من الالتزامات الاجتماعية، حتى كتابة مقالات علمية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكنها أيضًا حل ألغاز السودوكو الصباحية؟

وفقا لما ذكره موقع “techxplore”، فقد قرر فريق من علماء الحاسوب من جامعة كولورادو بولدر في دراسة جديدة استكشاف مدى قدرة هذه الأدوات على حل ألغاز السودوكو، حيث قام الفريق بإنشاء نحو 2300 لغز أصلي، تتطلب من اللاعبين إدخال أرقام في شبكة وفقًا لقواعد محددة، ثم قاموا بطلب المساعدة من عدة أدوات ذكاء اصطناعي لإكمال الحلول.

كانت النتائج متباينة إلى حد كبير، فبينما تمكنت بعض نماذج الذكاء الاصطناعي من حل الألغاز السهلة، واجهت حتى أفضل الأدوات صعوبة في تقديم شرح واضح لخطوات الحل، حيث قدمت أوصافًا مشوهة أو غير دقيقة أو حتى سريالية لكيفية الوصول إلى الإجابات.

أوضحت ماريا باتشيكو، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن النتائج أثارت تساؤلات حول موثوقية المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى أن معظم برامج الذكاء الاصطناعي لا تزال تفتقر إلى القدرة على تقديم تفسيرات قابلة للاستخدام البشري، كما تساءلت حول السبب الذي دفع تلك النماذج إلى حلول معينة وما هي الخطوات اللازمة للوصول إليها.

نشرت باتشيكو وزملاؤها نتائج دراستهم في مجلة “نتائج جمعية اللغويات الحاسوبية”، واستخدموا هذه التمارين المنطقية لاستكشاف كيفية تفكير منصات الذكاء الاصطناعي. كما أشار فابيو سومينزي، الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ في قسم الهندسة الكهربائية والحاسوبية والطاقة، إلى أن النتائج قد تسهم في تطوير برامج حاسوبية أكثر موثوقية وجدارة بالثقة، مضيفًا أن الألغاز ليست مجرد ألعاب ممتعة، بل هي نموذج مصغر لدراسة عملية صنع القرار في التعلم الآلي.