
كشف تقرير حديث عن الاستفادة من نظام تحديد المواقع العالمي GPS وصور الأقمار الصناعية عالية الدقة في تتبع الفيلة في أماكن تواجدها، خصوصًا في المناطق القريبة من البشر لحمايتها من خطر الانقراض، يعاني أفيال الصحراء الناميبية من الجفاف الذي يجبرها على البحث عن الماء بالقرب من التجمعات السكانية، لكن هذه اللقاءات غالبًا ما تنتهي بتعرض الفيلة للقتل.
تتناقص أعداد الفيلة بشكل متسارع، مما دفع مشروعًا للحفاظ على البيئة إلى استخدام بيانات GPS وصور الأقمار الصناعية لمساعدتها على التعايش بسلام مع البشر، في ظل التهديد بإنقراض هذا النوع النادر من الأفيال الصحراوية. يعيش في ناميبيا نحو 24000 فيل، وتنتمي هذه الدولة إلى الجنوب الغربي من أفريقيا، وتشتهر بمناظرها الصحراوية وحدائقها البرية، وتقيم معظم الفيلة في المساحات الخضراء في منتزه إيتوشا الوطني شمال البلاد.
رغم وجودها في المناطق الرطبة، تعيش مجموعات أصغر من الأفيال في السهول الأكثر جفافًا، وهذه الفيلة تبهر العلماء بقدرتها على تحمل الظروف الجوية القاسية، حيث تعيش في بيئة تحتوي على رياح قوية وجليدية وتتناوب فيها فصول الجفاف والأمطار الغزيرة. أشارت كريستين وينتر، مديرة برنامج الحفاظ على البيئة في جمعية “إغاثة العلاقات الإنسانية بين الفيلة”، إلى أن الفيلة تتكيف مع البيئة المحيطة، حيث تعرف متى تهب الرياح وأماكن المياه التي تظهر عند هطول الأمطار.
بالرغم من قدرتها الفائقة على التكيف، فإن الظروف البيئية القاسية تجبر الأفيال على الاقتراب من المستوطنات البشرية، إذ لا تجد هذه الأفيال خيارًا آخر خلال فترات الجفاف سوى مشاركة موارد المياه مع البشر، لكنها تدرك تمامًا أن هؤلاء يمثلون خطرًا مميتًا بالنسبة لها. قبل حرب الاستقلال الناميبية التي دارت من منتصف الستينيات حتى نهاية الثمانينيات، كان السكان يعرفون كيفية التعايش مع الأفيال، لكن ممارسات الصيد الجائر أدت إلى انقراضها تقريبًا، وعادت الأفيال في التسعينيات ولكن بعد فوات الأوان لتدمر المعارف التقليدية.
مع وصول مستوطنين جدد إلى المنطقة، انتشرت العديد من المفاهيم الخاطئة حول الفيلة، حيث قالت وينتر إن هناك خوفًا وخرافات حول هذه الحيوانات، مثل الاعتقاد بأنها تأكل البشر، لكن هناك مشكلات أخرى تؤثر على العلاقات بين البشر والفيلة، حيث يمكن أن تتسبب الفيلة في تدمير البنية التحتية والبيوت. يتجه بعض المزارعين إلى استخدام القوة للدفاع عن ممتلكاتهم، مما يؤدي إلى قتل الفيلة، وبالتالي، من أصل 3000 فيل، لم يبق اليوم سوى 150 حيوانًا في المنطقة.