
يمكن العثور على الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في معظم مناطق العالم، بدءًا من أعماق خندق ماريانا وصولاً إلى قمة إيفرست، حيث أظهرت دراسة حديثة أعددًا مخيفًا من هذه الجسيمات في منازلنا وسياراتنا، وقام علماء من جامعة تولوز بجمع عينات هواء من بيئات مختلفة، سواء كانت منازل أو سيارات، خلال ظروف قيادة عملية.
وفقًا لصحيفة “ديلى ميل” البريطانية، تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن البالغين يستنشقون نحو 68000 جسيم بلاستيكي دقيق يوميًا، وهذه الجسيمات لا يتجاوز قطرها 10 ميكرومترات، ويعني ذلك أن هذه الأرقام تتجاوز التقديرات السابقة بمقدار 100 مرة، الأمر المثير للقلق أن حجم هذه الجسيمات يمكن أن يسمح لها بالوصول إلى الرئتين.
وقال الباحثون إن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة موجودة في كل مكان، بما في ذلك الهواء الذي نتنفسه داخل منازلنا وسياراتنا، كما أشاروا إلى أن القلق يتزايد بسبب صغر حجم هذه الجسيمات، فهي غير مرئية للعين المجردة، وبالتالي نتنفس آلافًا منها يوميًا دون وعي، وتؤدي هذه الجسيمات إلى إطلاق مواد سامة في الرئتين، مما قد يؤثر سلبًا على صحتنا ويؤدي إلى العديد من الأمراض.
أظهرت دراسات سابقة أن هذه الجسيمات موجودة في الهواء بمختلف البيئات الخارجية والداخلية، إلا أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على جسيمات أكبر حجمًا تتراوح بين 20 و200 ميكرومتر. في مقابل ذلك، اتجه الفريق في دراستهم الجديدة لدراسة الجسيمات الأصغر حجمًا، التي تتراوح بين ميكرومتر واحد وعشرة ميكرومترات، حيث أنها الأقدر على اختراق الرئتين، وتم جمع عينات الهواء من شققهم وسياراتهم ثم تم استخدام تقنية مطيافية رامان لقياس تركيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
كشفت تحليلات العلماء أن متوسط تركيز الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المنازل يصل إلى 528 جسيمًا لكل متر مكعب، بينما في السيارات بلغ التركيز 2238 جسيمًا لكل متر مكعب، والغالبية العظمى من هذه الجسيمات، أي 94%، كانت أصغر من 10 ميكرومترات.
عند دمج هذه النتائج مع بيانات سابقة حول مستويات التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة داخل المنازل، قدر الباحثون أن الشخص البالغ العادي يستنشق حوالي 3200 جسيم بلاستيكي دقيق تتراوح أحجامها بين 10 و300 ميكرومتر يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، نجد أن ما يُقدَّر بـ 68000 جسيم حجمه بين 1 و10 ميكرومتر يتم استنشاقه يوميًا، وهو رقم يتجاوز التوقعات السابقة بعشر مرات، ومع كون هذه الجسيمات تحتوي على مواد كيميائية معروفة بأنها سامة أو مسرطنة، فإن القلق يمتد بشأن تأثير تراكم هذه الجسيمات على أنسجة الجسم.