
في خطوة تعكس التوجه نحو الخصوصية والحرية الرقمية، أعلن جاك دورسي، المؤسس المشارك لموقع تويتر، عن إطلاق تطبيق جديد يحمل اسم “Bitchat”، يهدف إلى تغيير قواعد اللعبة في مجال التواصل الرقمي من خلال الاعتماد على تكنولوجيا اللامركزية، حيث يمكن للمستخدمين التواصل دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت أو الاعتماد على البنية التحتية التقليدية لشركات الاتصالات.
“Bitchat” هو تطبيق مراسلة فورية يعتمد على تقنية “الند للند” وتكنولوجيا البلوك تشين وشبكة Bitcoin Lightning، ويعمل على توفير وسيلة آمنة وخاصة للتواصل بين المستخدمين، فبدلاً من تخزين الرسائل على خوادم مركزية كما يحدث في التطبيقات التقليدية مثل واتساب أو ماسنجر، يتم تبادل الرسائل بشكل مباشر بين المستخدمين، مما يقلل بشكل كبير من فرص التجسس أو الرقابة.
رغم أن المفهوم قد يبدو مبتكرًا، إلا أن “Bitchat” لا يحتاج إلى إنترنت بالمعنى التقليدي، حيث يستخدم الشبكات اللاسلكية المحلية مثل البلوتوث لتبادل الرسائل بين الأجهزة القريبة، كما يمكنه الاعتماد على عقد البلوك تشين اللامركزية كوسيط آمن لنقل الرسائل على نطاق أوسع، مما يسمح بالتواصل في حالات انقطاع الإنترنت أو في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية الرقمية.
يمتاز التطبيق بعدة ميزات رئيسية، فهو يتمتع بلا مركزية كاملة، مما يعني عدم وجود جهة واحدة تتحكم في البيانات أو تراقبها، كما يضمن خصوصية فائقة بفضل تشفير الرسائل بالكامل وتبادلها دون المرور بخوادم خارجية، بالإضافة إلى عمله دون الحاجة إلى اتصال دائم بالإنترنت من خلال استخدام الشبكات القريبة أو تقنيات البلوتوث، ويتوافق أيضًا مع مبادئ Web3 من خلال التكامل مع الشبكات اللامركزية وتعزيز فكرة الملكية الفردية للبيانات.
يمثل “Bitchat” تحديًا مباشرًا لتطبيقات المراسلة التقليدية، خاصة مع تزايد المخاوف حول سياسات الخصوصية وملكية البيانات في الشركات الكبرى مثل ميتا، وهو يوفر بديلاً عمليًا للصحفيين والناشطين والمستخدمين في مناطق النزاع أو الدول التي تفرض رقابة صارمة على الإنترنت، لكن قد يواجه التطبيق بعض التحديات المتعلقة بسرعة الانتشار وسهولة الاستخدام والدعم الفني مقارنة بالخدمات الكبرى المدعومة بموارد ضخمة.