انخفض سعر عملة البيتكوين المشفرة بشكل مؤقت إلى ما دون 114300 دولار، مقتربًا من مستوى دعم مهم، قبل أن يشهد تعافياً مجددًا نحو 115900 دولار، بينما سلكت عملة الإيثر مسارًا مشابها، إذ تراجعت إلى 3616 دولار قبل أن ترتد نحو 3690 دولار، حسبما أوردت منصة “كوين ديسك” المتخصصة.
بدأت العملات الرقمية شهر أغسطس الجاري بأداء متذبذب، حيث تعرض كل من البيتكوين والإيثر لتحركات غير مستقرة في ظل ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وزيادة الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يأتي هذا التذبذب بالتزامن مع صعود مؤشر الدولار إلى فوق مستوى 100، وهو أعلى مستوى له منذ مايو الماضي، نتيجة تصاعد المخاوف من التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية الجديدة.
أثار هذا الارتفاع المتسارع للدولار، الذي سجل أكثر من 3% خلال الأسابيع الأربعة الماضية، حالة من القلق في الأسواق، خاصةً أن العملات الرقمية تميل للتراجع في فترات التشديد المالي حيث تقوى العملة الأمريكية. وقد أشار اقتصاديون إلى أن التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية بات يظهر بوضوح في المؤشرات الاقتصادية الأمريكية، ومنها مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الذي ارتفع في يونيو الماضي إلى 2.8%، مما يعزز التوقعات بتأجيل خفض الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي.
تأتي هذه الخطوة في وقت أعلن فيه ترامب عن رسوم جديدة تشمل معظم الدول التي تملك فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة، مع رفع الحد الأدنى للتعريفة إلى 15%. هذا الواقع الجديد يزيد من احتمالية استمرار السياسة النقدية المتشددة من البنك الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد أن ثبت البنك معدلات الفائدة عند 4.25% الأسبوع الجاري، مما أدى إلى تراجع توقعات الأسواق بخفض الفائدة في سبتمبر المقبل.
على الجانب الآخر، سجل سعر عملة الين الياباني تراجعًا إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر مقابل الدولار، متجاوزًا مستوى 150.50، بعد أن نوه محافظ بنك اليابان بأنه لا يتوقع رفع الفائدة في القريب العاجل. من المتوقع زيادة التقلبات في الأسواق، خاصة في الين والبيتكوين، بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية، الذي من المتوقع أن يؤثر بشكل مباشر على توجهات السياسة النقدية الأمريكية في الأشهر المقبلة.
إذا أظهرت البيانات تباطؤًا في سوق العمل، فقد تُمهّد الطريق لسياسة نقدية أكثر مرونة، مما قد يُحفّز ارتفاع قيمة عملة البيتكوين نحو أهداف سعرية تتجاوز 150 ألف وربما 200 ألف دولار خلال الدورة الحالية.