مارك زوكربيرج يكشف عن خطط ميتا بشأن نماذج الذكاء الفائق المغلقة

مارك زوكربيرج يكشف عن خطط ميتا بشأن نماذج الذكاء الفائق المغلقة

في رسالة جديدة صدرت الأربعاء، كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن رؤيته حول ما يسميه “الذكاء الفائق الشخصي”، وهو مفهوم يركز على استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الأهداف الشخصية، لكن في الوقت ذاته أبدى زوكربيرج إشارات تغيّر في سياسة الشركة تجاه إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي كمصادر مفتوحة.

وذكر زوكربيرج أن فوائد الذكاء الفائق ينبغي أن تُتاح للعالم بأوسع نطاق ممكن، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذا الذكاء سينطوي على تحديات جديدة ترتبط بالسلامة، لذلك علينا أن نكون صارمين في تقليل هذه المخاطر، وأن نختار بحذر ما نرغب في جعله مفتوح المصدر.

تعتبر هذه التصريحات تحولًا في استراتيجية ميتا، التي لطالما تسابقت مع المنافسين في الساحة، إذ كانت تروج لنماذج Llama كمنافس مفتوح المصدر أمام نماذج مغلقة مثل GPT من أوبن إيه آي وجيميني من جوجل. وفي رسالة سابقة العام الماضي، تحدث زوكربيرج عن مستقبل نماذج Llama باعتبارها الأكثر تقدمًا في الصناعة، مما يعزز من موقف ميتا كمروّج للذكاء الاصطناعي المفتوح، ومع ذلك، فإن عدم الإفراج عن مجموعات البيانات التدريبية الخاصة بالنماذج يثير التساؤلات حول مدى انطباق تعريف “المصدر المفتوح”.

يبدو أن التعليق الأخير من زوكربيرج يدل على أن ميتا قد تغيرت، حيث أن النماذج المتقدمة القادمة، وخاصة تلك القريبة من “الذكاء الفائق”، قد لا تُتاح بنفس الانفتاح الذي كانت تعرف به Llama. ويعزى هذا التحول المحتمل إلى عدة عوامل، منها أن منافسي ميتا مثل أوبن إيه آي وجوجل اعتمدوا استراتيجيات تقتضي إبقاء نماذجهم مغلقة للتحكم في الأرباح وحماية استثماراتهم.

رغم أن ميتا تعتمد على الإعلانات كمصدر رئيسي للعائدات، فهذا لا يعني أنها ليست عرضة للتعديل في استراتيجيتها، خاصة في ظل شعور بحاجتها للتماهي مع نقلات منافسيها في المجال. خلال تطوير Llama 3، برزت دلائل تشير إلى أن ميتا قد تزيد من تركيزها على التفوق على نموذج GPT-4، مما قد يؤثر على موقفها السابق في الانفتاح.

تفتح رسالة زوكربيرج المجال لتساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، ومكان ميتا في ظل هذا التحول، خاصة فيما يجري من سباق بين شركات التكنولوجيا الكبرى للهيمنة على الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي القائم على مفهوم “الذكاء الفائق”.