
يعتبر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، واحدًا من أبرز الشخصيات المؤثرة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يتمتع بشعبية كبيرة بسبب صراحته فيما يتعلق بمخاوف وتحديات هذا المجال. في مقابلة بودكاست حديثة مع المذيع ثيو فون، استعرض ألتمان مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي يثير التفاؤل في بعض جوانبه، لكنه في الوقت نفسه يخفي العديد من المخاوف.
قد تكون بعض التصريحات التي أدلى بها ألتمان مدعاة للقلق، فمثلاً، حين قال إن “طفلي لن يكون أبدًا أذكى من الذكاء الاصطناعي”، تركت هذه العبارة بصمة كبيرة، إذ تساءل كيف سيؤثر هذا الإدراك على قيمة الطفل وطموحه في الحياة، فالعيش في عالم يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي على البشر يعيد تشكيل فهمنا للذكاء البشري وقدراته.
كما ناقش ألتمان قلقه من تحول الذكاء الاصطناعي إلى ما سماه “عكاز عاطفي” بالنسبة للشباب، حيث يتجه الكثيرون للحديث مع الروبوتات حول قضاياهم الخاصة مثل الاكتئاب والعلاقات. لاحظ ألتمان أن هذا النوع من الاعتماد قد يكون له آثار نفسية خطيرة، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي لا يلتزم بقوانين الأخلاقيات أو الخصوصية مثلما يفعل الأطباء.
بالإضافة إلى ذلك، تناول ألتمان غياب الحماية القانونية لمحادثات الأفراد مع الذكاء الاصطناعي، وأشار إلى الفرق بين الخصوصية التي يتمتع بها الشخص عند التحدث مع معالج نفسي وبين ما قد يحدث عند التحدث مع أدوات مثل ChatGPT. أكد على أن ما يُقال في هذه المحادثات قد لا يكون محميًا قانونيًا، مما يعرض أفكار الأفراد الأكثر خصوصية للخطر.
وتطرق أيضًا لمسألة فقدان الوظائف بسبب ظهور الذكاء الاصطناعي، واعترف بأن بعض الوظائف، مثل سائقي الشاحنات وموظفي مراكز الاتصالات والمبرمجين، قد تختفي. بينما اقترح حلولًا مثل “الدخل الأساسي الشامل”، أقر بأنه لا يعرف إذا كانت هذه الحلول فعالة، وهو الأمر الذي يعدُّ إشارة خطر في حد ذاته.
في سياق آخر، عبر ألتمان عن مخاوفه من استخدام الحكومات للذكاء الاصطناعي لتعزيز المراقبة. طُرحت تساؤلات حول كيفية توظيف الحكومات لهذه الأدوات لمراقبة استخدام المواطنين لها، الأمر الذي قد يترتب عليه تقليص الحريات الشخصية وطغيان المراقبة على الخصوصية، مما يضع المجتمع في موقف يتطلب فيه الموازنة بين الأمان والحرية.