خبراء يؤكدون أهمية تعليم البرمجة للأطفال لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي

خبراء يؤكدون أهمية تعليم البرمجة للأطفال لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي

في عصر أصبحت فيه الشاشات جزءاً أساسياً من حياة الأطفال، يبرز السؤال حول ما إذا كنا نعدهم ليكونوا مجرد مستهلكين للتكنولوجيا أم صناعاً لها، حيث يتجه العديد من الخبراء التربويين نحو تعزيز فكرة تحويل الأطفال من مستخدمين للتطبيقات إلى مبرمجين ومخترعين، مما يجعلهم جزءاً فعالاً في مستقبل الذكاء الاصطناعي بدلاً من أن يكونوا مجرد ضحايا له.

مع تزايد استخدام الأجهزة اللوحية بين الأطفال، أصبح من الضروري توجيه هذا الاستخدام نحو اكتساب مهارات مفيدة، مثل تعلم البرمجة والروبوتات والتفكير المنطقي، بدلاً من قضاء ساعات في مشاهدة الفيديوهات، يمكن للطفل أن يصمم لعبته الخاصة أو ينشئ قصة تفاعلية باستخدام أدوات بسيطة ومجانية.

دول مثل فنلندا وكوريا الجنوبية أدركت أهمية هذا التحول، فبدأت بدمج البرمجة في المناهج الدراسية منذ المراحل الابتدائية، مستخدمة أدوات تعليمية ممتعة مثل Scratch Jr لتعليم الأطفال أساسيات التفكير البرمجي بالرسم والألوان، وLego Education لبناء الروبوتات باستخدام قطع مكعبات، وSwift Playgrounds الذي تقدمه Apple لتعليم برمجة التطبيقات بأسلوب مبسط.

خبراء التربية يرون أن تعليم الأطفال كيفية التفكير مثل مهندسي البرمجيات لا يقل أهمية عن تعليمهم القراءة أو الحساب، فهي مهارة حيوية لمستقبلهم، وتعزز من قدرتهم على الإبداع والتحليل وحل المشكلات، في المقابل يحذر مختصون من ترك الأطفال في مواجهة المحتوى الترفيهي بلا توجيه، ما قد يؤدي إلى الإدمان الرقمي أو ضعف المهارات الاجتماعية، ولذلك فإن إدماج التعليم التقني منذ الصغر يفتح آفاقاً جديدة للمستقبل.

يمكن للأولياء البدء في هذا الاتجاه من خلال تخصيص نصف ساعة أسبوعياً لتعليم الطفل تطبيقاً تعليمياً، وتشجيعه على طرح أفكار لمشروعات رقمية، كما يُنصح بالاشتراك معه في ورش عمل أو نوادي روبوتيك محلية أو عبر الإنترنت، بالإضافة إلى متابعة قنوات YouTube المتخصصة في تعليم الأطفال البرمجة.