
رغم تراجع مكانة المنتخب الإيطالي على الساحة العالمية وغيابه عن نهائيات كأس العالم 2018 و2022، إلا أن أندية الدوري الإيطالي تواصل تحقيق أرباح ضخمة من بيع لاعبيها المحليين، تعكس هذه الظاهرة التوازن بين ضعف الأداء القاري ونجاح السياسات التسويقية للأندية.
وفقًا لشبكة “ترانسفير ماركت” العالمية، يبرز أتالانتا في مقدمة الأندية الإيطالية من حيث الأرباح من بيع اللاعبين المحليين، إذ حقق إيرادات بلغت 201.6 مليون يورو خلال آخر خمس سنوات، ومن أبرز هذه الصفقات هي بيع المهاجم الدولي ماتيو ريتيجي إلى القادسية السعودي، إذ جعلته هذه الصفقة أغلى لاعب إيطالي في التاريخ.
هذا التفوق يعكس فلسفة أتالانتا في تطوير المواهب وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة، كما يتضح في صفقة ماتيو روجيري المنتقل مؤخرًا إلى أتلتيكو مدريد مقابل 17 مليون يورو، ويظهر أيضًا في استقدام البديل الشاب أونيست أهانور، ما يؤكد نجاح نموذج “بيرجامو” في إدارة الموارد البشرية والمالية.
على الرغم من أن الأندية الإيطالية تحقق مكاسب مالية من بيع مواهبها، إلا أن هذا غالبًا ما يأتي على حساب الاستقرار الفني، ومع تزايد اهتمام الأندية الأوروبية والخليجية بالمواهب الإيطالية، تواجه الدوري الإيطالي معضلة التوفيق بين الربحية والقدرة التنافسية.
إذا كانت الأندية الصغيرة قد نجحت في فرض نفسها على خريطة البيع، فإن مستقبل الكرة الإيطالية يعتمد على قدرة الأندية الكبرى على تكرار هذا النجاح، دون التفريط في العناصر الأساسية.
في المركز الثاني يأتي نادي ساسولو بإيرادات بلغت 185.4 مليون يورو، يليه يوفنتوس الذي حقق 133.6 مليون يورو، مستفيدًا من تسويق أسماء مثل فيديريكو كييزا وآخرين ضمن الفئات السنية المختلفة.
كما يعد نابولي وجنوى من بين الأندية المفاجئة التي حققت إيرادات تجاوزت 100 مليون يورو، في حين تفوقت أندية متوسطة مثل إمبولي وتورينو على أسماء تقليدية مثل روما وميلان، اللذين اكتفيا بإيرادات قدرها 48.2 مليون يورو و75.3 مليون يورو على التوالي.
رغم القاعدة الجماهيرية الضخمة والتاريخ العريق لميلان وروما، إلا أن إيرادات هذين الناديين من بيع اللاعبين الإيطاليين ما زالت دون المستوى، ما يثير تساؤلات حول فاعلية استراتيجياتهما في استثمار المواهب المحلية.
في المقابل، حققت أندية مثل كالياري وفيورنتينا طفرة ملحوظة في هذا المجال، حيث بلغت إيرادات كالياري وحده أكثر من 82 مليون يورو، مدعومة بصفقات مثل إيليا كابريلي وروبرتو بيكولي.