
طور باحثون في شركة ميتا سوارًا يترجم إيماءات اليد إلى أوامر للتحكم في الحاسوب، بما في ذلك تحريك المؤشر وتحويل الكتابة في الهواء إلى نص، تعمل هذه التقنية على تسهيل الوصول إلى الأجهزة الشخصية للأشخاص ذوي الحركة المحدودة أو ضعف العضلات، كما تتيح لهم استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف بسهولة أكبر.
أبرزت ورقة بحثية نشرت في مجلة Nature هذا الأسبوع تفاصيل عن جهاز يسمى sEMG-RD، الذي يستعمل أجهزة استشعار لترجمة إشارات الأعصاب الحركية الكهربائية، هذه الإشارات تنتقل من المعصم إلى اليد، مما يمكّن المستخدم من التحكم في أجهزة متصلة، تعتبر هذه الإشارات تعليمات مقصودة توجهها الدماغ، مما يعكس مدى الفائدة التي يمكن أن توفرها هذه التقنية للأفراد.
بدأت ميتا العمل على تطوير هذا السوار منذ عدة سنوات، ففي عام 2021، كان هناك فريق بقيادة توماس ريردون، الذي انضم إلى Reality Labs في 2019 كمدير لواجهات الحركة العصبية، وقد صمّموا نموذجًا أوليًا لجهاز تحكم بالإيماءات، في ذلك الوقت، كان هدف ميتا هو تحسين التفاعل في تجارب الواقع المعزز، حيث تم التركيز على تيسير التفاعلات البسيطة مثل النقرات.
شهدت السنوات الأخيرة محاولات أخرى لبناء أنظمة مشابهة، بما في ذلك نظام من عام 2023 الذي استخدم مستشعرات الضغط الجوي للتعرف على عشر إيماءات يدوية، ونظام Mudra Band الذي يدّعي استخدام موصلية العصب السطحي للتحكم في ساعة Apple Watch من خلال إيماءات بسيطة.
تتجاوز تقنية السوار الذكي الحدود التقليدية، فهي لا تقتصر فقط على التحكم في مؤشر الشاشة، بل تتيح التنقل عبر الواجهة وتحديد العناصر باستخدام قرصات الأصابع وحركات الإبهام، يمكن أيضًا إدخال نصوص بمحاكاة الكتابة اليدوية بسرعة تصل إلى 20.9 كلمة في الدقيقة، وهو أمر مثير للاهتمام مقارنةً بمتوسط سرعة الكتابة على لوحة مفاتيح الهاتف الذي يبلغ حوالي 36 كلمة في الدقيقة.
لا يتطلب هذا النظام معايرة خاصة لكل مستخدم، حيث يمكن ضبطه بدقة لمزيد من التخصيص، طور الفريق طريقة لجمع بيانات تدريب واسعة من المشاركين في الدراسة، وشغّلها عبر شبكة عصبية لتحويل الإشارات الخام إلى أوامر دقيقة، مما يعني أنه يمكن للناس بدء استخدام الجهاز دون الحاجة لمعايرة خاصة، تمامًا كما يمكن لغير المعاقين استخدام فأرة الكمبيوتر.
يعتقد الباحثون أن هذه التقنية يمكن أن تتطور أكثر لتكشف عن القوة المقصودة للإيماءة، مما يسهم في أدوات تحكم أكثر دقة للكاميرات وأذرع التحكم، كما يمكن أن تقلل من الجهد البدني المطلوب لتشغيل الهواتف والأجهزة الرقمية، مما يفتح أمام المستخدمين أبوابًا لاستكشاف تفاعلات جديدة لم يتم تحديدها بعد.