
اكتشف العلماء أن قمري هيماواري-8 وهيماواري-9 اليابانيين للطقس، وهما مصممان لرصد العواصف وأنماط المناخ على الأرض، يجمعان أيضًا بيانات قيمة عن كوكب الزهرة بهدوء منذ حوالي عشر سنوات، هذا الكشف يعكس إمكانيات جديدة للأقمار الصناعية في دراسة الأجرام السماوية.
رغم أن أقمار الأرصاد الجوية تدور حول الأرض وتمسح السماء المحيطة بها، إلا أن نطاق تصويرها يمتد إلى الفضاء، مما يتيح لها أحيانًا رؤية لمحات من كواكب أخرى في نظامنا الشمسي، على سبيل المثال، قد تظهر صور للكواكب والنجوم بالإضافة إلى القمر.
أوضح جاكو نيشياما، باحث ما بعد الدكتوراه في المركز الألماني للفضاء الجوي في برلين، أن هذا الاكتشاف جاء بالصدفة، حيث ذكر أن صديقًا له حاصلًا على درجة الدكتوراه في علم الفلك وجد صورًا للقمر عبر مجموعات بيانات هيماواري-8/9 وطلب منه تحليلها.
في تلك الأثناء، كان نيشياما مُركزًا على علوم القمر، وبدأ في استخدام قمري هيماواري-8 وهيماواري-9 كأدوات رصد غير تقليدية، حيث استطاع هو وفريقه من خلال تحليل الضوء المنبعث من القمر بأطوال موجات الأشعة تحت الحمراء أن يختبروا قدرة القمرين على التقاط التغيرات في درجات الحرارة على سطح القمر، وتحديد خصائصه الفيزيائية.
خلال عملهم، اكتشف الفريق أيضًا أجرامًا أخرى في النظام الشمسي مثل عطارد والزهرة والمريخ والمشتري، وسجلوا مجموعة من الظواهر المثيرة للاهتمام، مما أثار فضولهم عن هذه الظواهر المسجلة.
لرصد كوكب الزهرة، استند الفريق إلى جدول التصوير الدقيق وموقع الأقمار الصناعية، حيث أشار نيشياما إلى أنهم يعرفون تقريبًا متى وأين يرصد هيماواري، مما يمكنهم من تحديد مكان ظهور الزهرة في الصور، وبناءً على ذلك، يتم عزل البكسلات المقابلة للزهرة.
ركز نيشياما وزملاؤه على تحليل التغيرات الطفيفة في شدة الضوء المنبعث من الزهرة، حيث تسمح هذه البيانات للعلماء بتتبع كيفية تغير سطوع أي جرم سماوي بمرور الوقت، مما يكشف عن تفاصيل مثيرة حول الطبيعة الفيزيائية لهذه الأجرام.
أقمار هيماواري الصناعية انتهى بها المطاف بالتقاط واحد من أطول سجلات الأشعة تحت الحمراء متعددة النطاقات لكوكب الزهرة على الإطلاق، وقد كشفت هذه البيانات الفريدة عن تغييرات دقيقة في درجات حرارة قمم سحب الكوكب، بالإضافة إلى مظاهر ظاهرتين تُعرفان بالمد الحراري وموجات روسبي.